أهم الاخبار

حسن بخيت يكتب الاعتذار “سسلة أخلاق …… نسيناها

احجز مساحتك الاعلانية

———————————-

نعيش على أرض أعدت للابتلاء والاختبار ، ولم يسلم منها حتى الأنبياء ، وبالتأكيد لا يوجد أحد خالى من العيوب ولا من النقص ، ولا من سيطرة الأهواء النفسية ،. لكن صاحب العقل الرشيد والحكيم ، وأصحاب النفوس الطيبة السليمة والنظيفة من يراجعون أنفسهم ويتسامحون فيما بينهم ، ولا تمتلىء قلوبهم بالغل ولا الكراهية ولا البغضاء …….

اجتمع الصحابة رضى الله عنهم فى مجلس لم يكن معهم الرسول صلى الله عليه وسلم . فجلس خالد بن الوليد ، وجلس عبد الرحمن بن عوف ، وجلس بلال ، وجلس أبوذر ، وكان أبوذر فيه حرارة .و حدة .و حماس .
فتكلم الناس فى موضوع ما ، فقال أبوذر : .أنا أقترح أن يفعل كذا وكذا .
فقال . بلال . لا . هذا الاقتراح خطأ.
فقال أبوذر . حتى أنت يابن السوداء تخطئنى !!!
فقام بلال مدهوشا غضبانا أسفا ،.وقال : والله لأرفعنك لرسول الله عليه الصلاة والسلام .. وأندفع بلال ماضيا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
وقال : يا رسول الله ، أما سمعت أباذر ماذا يقول في؟
قال عليه الصلاة والسلام:. ماذا يقول فيك ؟؟
قال بلال : يقول كيت وكيت ..
فتغير وجه النبى صلى الله عليه وسلم ، وسمع أبوذر الخبر،.فاندفع الى المسجد ..
فقال : يا رسول الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قال عليه الصلاة والسلام : يا أباذر أعيرته بأمه ..انك امرؤ فيك جاهلية !!
فبكى أبوذر ….. وأتى الرسول صلى الله عليه وسلم ، وجلس ، وقال : يا رسول الله استغفر لي..سل الله لي المغفرة ..
ثم خرج باكيا من المسجد..
وأقبل بلال ماشيا ، فطرح أبوذر رأسه فى طريق بلال .ووضع خده على التراب .،وقال : والله يا بلال لا أرفع خدى عن التراب حتى تطأه برجلك .. أنت الكريم وأنا المهان ..!!
فأخذ بلال يبكى ….. وأقترب وقبل ذلك الخد ثم قام وتعانقا وتباكيا ..
انها حياة رجال تمسكوا وتعاملوا بالاسلام . رضى الله عنهم أجمعين ..

فكم مرة فى اليوم يسىء بعضنا لبعض باللفظ أو الفعل ، أو بالهمز واللمز ، ولا يقول : عفوا أخى .
بل ان الكثير يجرح بعضا جرحا عظيما بكلماته القاتلة الفتاكة ، فى عقيدته ومبادئه وفى عرضه وأغلى شىء فى حياته ، ولا يقول .. سامحنى .ويخجل من كلمة أسف لغرور فى نفسه وكبرياء فى ذاته . أو لعصبية ورجعيه الجاهلية الأولى ..
فلماذا نعجز عن الاعتذار ،. بكلمة طيبة ، أو ابتسامة بريئة حانية . .
وفى النهاية : أشكر كل من التمس لنا العذر قبل ان نعتذر ، ولمن قدر ظروفنا قبل ان نشرحها له ، ولمن احبنا رغم عيوبنا ، وعفا الله عنا وعن من اذانا وقال فينا ما قال ..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى